دأب تاريخنا السيئ على تأسيس تناقضاته على مرتكز القتل والسجن والاختطاف، ثلاثية تشكل تعامل السلطة و زباتيتها مع الطرف المعارض، دائما يزرع شباك الخوف داخلها ، هو دائما يقض مضجعها. فالمعارض متمرد والامازيغ في مغرب اليوم الحالمين بالتحرر من قيود الاقصاء القومي العروبي يتعرضون للسجن والقتل والاختطاف والرقابة البوليسية المستمرة وفبركة الملفات،كل ذلك حتى يضمنون لهم حيازة السلطة والحكم و ممارسة الاستبداد ضد كل ما هو امازيغي.
حسن بلكيش كان مغني ومناضل امازيغي متمرد لا غير، يحلم بأن يكون له وطن وله كيان مستقل، عاش الفقر وعاينه في الدواوير والقبائل النائية ، في مناطق الظل حيث الفقر واليأس والجهل... وحيث تنعدم ابتسامات الاطفال وزغاريد النساء ، لتحل محلها معالم التعريب والبؤس والقنوط والتهميش الاجتماعي.
اختطفوه ،لم يعلم به أحد، لم يراه احد، لم يناضل من اجله احد، فقتلوه ورموه كما ترمى الكلاب الضالة بعد قتلها، لم يحرك المناضلون والحقوقيون ساكنا من أجله. قد يكون داع الخوف وقد يكون داع اللامبالات، وقد يكون داع التشردم داخل الخطاب السياسي والنضالي وقد يكون التواطؤ؟!
من يدري؟ كل شيئ مباح في عالم اليوم!!!
نعم قتلوه لانهم يعلمون جيدا ان حسن بتحركاته النضالية في الميدان وبدفاعه المستميث على قضايا الشعب الامازيغي وبأغانيه الملتزمة والمتمردة ستحرك بها الشعوب و ستخلق لهم ازعاج واحراج...
ورغم ذلك اقول : لن يمت حسن، شريطة ان يستيقضوا المناضلون ويحركوا ملف اغتيالك ، ويقاوموا بدون كلل ولا ملل... وغدا سوف يطل القمر من بلاد الامازيغ وتزول ندوب القهر من معالم مغرب اليوم التي وشمت على وجوه الامازيغ... من يدري قد يكون الان او غدا،وانا له يا شهيد منتصرون،وكلنا مسؤولين لكي لا تذهب روحك رخيصة.
